الأحد، 5 سبتمبر 2004

صخرة تحمل علامة


تذكرت اليوم كتاب لأمين معلوف يحمل عنوانا : صخرة طانيوس ،وهذا الكتاب أتى الى ذاكرتي عندما شاهدت اللبنانيين يركضون الى القصر الجمهوري لتهنئت الرئيس اللبناني بالتمديد له ثلاث سنوات أخرى.

كان اللبنانيون في قصة أمين معلوف سكان قرية وهم حزنوا حزنا شديدا على مجيء الجنود و أخذ شيخ الضيعة، اغناهم وأشدهم سطوة، الى السجن ، رغم ان هذا الشيخ كان لا يوفر أية أمراة من الضيعة حتى انك قد تجد أكثر من نصف الاولاد في الضيعة يشبهونه.كان الجميع يعرف بمغامرات الشيخ و رغم ذلك كانوا يقصدونه لاستشارته في الكبيرة والصغيرة، الم يكونوا بشر لا أكل لهم ولا مأوى دون شفقته.

عاد الشيخ من سجنه وأجتمعت الضيعة بأكملها لأستقباله ، النساء يبكين فرحا، والرجال يقبلون أيديه ، والاطفال يلعبون حوله ، وأخيرا صعد الى قصره في أعلى التلة والجموع،كلها، حتى كاهن الكنيسة، تقبل التراب الذي داسه، وهنالك جلس على كرسيه العالي ليستعيد جبروته الذي حرم منه طويلا.

كان النهار في تلك الضيعة مشرقا للجميع.

البعض سيقول لي : ما لك وهؤلاء اللبنانيين ؟ انها طبيعة اللبنانيين التي اتاحت لهم الصمود والاستمرار في ظل احتلالات استمر بعضها مئات السنين.

هذا هو تاريخ بعض اللبنانيين ، تاريخهم الذي جلب لهم ولنا البؤس ، بؤس الجهلاء. كم أيادي وارجل عملاء عليهم ان يقبلوا قبل ان يستيقظوا من عبثيتهم.
اجدادنا ماتوا وتركوا هذه الحياة ، وأنا سأموت يوما ، وهذا اكيد ، وهم ايضا سيموتون ويوضعوا في قبور ، سيكتب عنهم أمين معلوف آخر في قرية او مدينة لبنانية آخرى وشيخ آخر وصخرة أخرى ، ليست تلك الصخرة التي كان طانيوس يجلس عليها كل النهار متأملا بأحوال سكان ضيعته . تلك الصخرة ستحمل علامة بوجود مدرسة لبعض اللبنانيين ليعلموا العالم التأمل في كيفية شعب لا يعرف العيش دون العمالة والجهل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عالم جديد من صنعك تماما

ان كنت من الذين يتابعون صفحتي ستجد الموضوع التالي شيقا، ارجو ذلك، كنت قد ذكرت لك، في مقالات سابقة ومرات كثيرة عن عالم النانوتكنولوج...