الموضوع التالي كتبه احد السوريين وهو من اصدقائي الصادقين ، صرخة ألم من سوريا
------
لهاية كلمة يستعملها السوريين في وصف قطعة من البلاستيك يضعها الولد الرضيع في فمه، فيشعر وكأنه يرضع أو يأكل أو يمضغ... أي شيء يعطيه بعض المتعة وبالتالي يصمت، ويرتاح الأهل من صراخه وعويله لأنه يلتهي بها... لذا سميت لهاية
----
ليست اللهاية غريبة عن أي حكومة في العالم.. وأقصد بأي حكومة الدكتاتورية منها والديموقراطية.. فهي وسيلة لإشباع وإسكات الأصوات المزعجة دون حل المشكلة الحقيقية.. لماذا؟ لأن الحاكم (أو الوالد) يريد بعض الهدوء للتفرغ لأعماله..
----
قيل لنا الكثير عن هتلر وأعماله الإجرامية، وكيف أنه كلما علق في معضلة في ألمانيا، زاد من حدة الصراع على الجبهات اللامتناهية التي فتحها.. وزاد من الصرامة في جيشه وفي بلبلة الإعلام حول ما يحدث من حول ألمانيا وأنها في خطر محدق...
----
كان أحد أخوتنا القادة المناضلين المدعو صدام حسين، أحد المهرة في استخدام اللهاية.. حيث لم يعد وجود لصوت آخر يعلو فوق صوت المعركة، وكان من الضروري وجود معركة أساساً.. ففتحت الجبهة الإيرانية التي لم تصمت نيرانها إلا بعد استنزاف كلا الطرفين... وهي كحروب كثيرة في هذا العالم... لم يرد فيها أن ينتصر أو يخسر... بل أن تكون الحرب فقط...
----
وما لبثت أن هدأت حتى خرجت اللهاية من فم الشعب العراقي.. وبدأ الطفل يبكي.. فعاد الوالد المشغول بأموره (وما أدراك ما أموره) ليضع لهاية جديدة... لا زال الطفل العراقي يعاني آثارها على أسنانه حتى اليوم..
----
المبدعون العرب في التحليل السياسي وما أكثرهم هذه الأيام... يتفاخرون بكشفهم الحقائق ويحزنون على الشعب الأمريكي ذو العقل المغيب الذي ضحكت عليه الحكومة الأمريكية بحربها على العراق وأفغانستان، وأصبح القاصي والداني يقول لك: الأمريكان ما عندهم ثقافة عامة، ما بيفهمو بالسياسة، لأن الحكومة عم تلهيهم بأمور خارجية مشان ينسو التحصيل العلمي والضمان الصحي وما إلى ذلك.. وما بالك بذلك الذي شاهد فهرنهايت 9/11 للمخرج مايكل موور.. هذا المحلل أصبح لديه شاهد من قومهم (الأمريكان) وأصبح ينظر ويحاضر عن السياسة الأمريكية في تغييب صوت الشارع الأمريكي..
----
وإذا علمنا أن الشاطر هو من يتعلم من تجارب غيره... أليس مفترضاً بالشارع السوري أن يتعلم شيئاً؟؟
----
دخل الشعب السوري فجأة في زوابع إعلامية وقرارات أمم متحدة ومحاربة إرهاب.. بعد أن كانت هذه الأمور بعيدة عن آذاننا..
----
فجأة دخلنا المؤامرة الأمريكية ضدنا، ومحاولات أمريكا للنيل من صوت المعركة الذي صم آذاننا بصمته..
----
أصبحنا محط شتائم الشعب اللبناني محط أنظار الأمم المتحدة وأوروبا وأمريكا وحتى جامعة الدول العربية..
----
وبدأنا نستنجد بإيران وروسيا وكأن حل المشكلة في أيديهم...
----
والمضحك أن خطاب الرئيس الأسد تضمن قوله: أن همه الأول والأخير هو الداخل السوري... هاها حلوة...
----
إلى من شاهد فيلم ماكيل موور... تجد الرئيس الأمريكي يشيد ببطولات جيشه المغوار في العراق ومحاولاته الجادة لتحقيق الديموقراطية في العالم ليسود الأمن والسلام، ومن جهة أخرى خفض تعويضات المحاربين القدماء بنسبة 30% وخفض الرواتب التقاعدية بنسبة 40%.. لست أذكر الأرقام بدقة... ولكن هذا ما فعله..
----
وسيدنا العظيم الذي همه الأول والأخير هو الداخل... ربما لم يحدد لنا الكيفية التي سيهتم بها... هل سيحسن الداخل أم سيلعن أبوه على أمه..؟؟؟؟
----
خلاصة القول.. أن سوريا تدخل نفس الفصل الذي دخل فيه من هم قبلها... وهل سنظل نتفرج؟؟؟؟ أعتقد أننا سنظل حتى حدوث التدخل الخارجي... ثم سنتشاطر في محاربة التدخل الخارجي..
----
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق