الأربعاء، 4 أغسطس 2004

نحن لسنا لقطاء

كلما استمعت الى الاخبار الآتية من لبنان تتسارع كلمة لقيط الى فكري ووجداني ولأكون اكثر تحديدا فالجمل كوحدة المسار والمصير بين لبنان وسورية، التنسيق الايراني السوري الفلسطيني اللبناني لمواجهة التحديات الداهمة الخارجية، خصخصة مؤسسات الدولة وترشيد الانفاق العام وايقاف الرشوة في الادارات العامة، موسم السياحة في لبنان، انتخابات ديمقراطية حرة والوقوف مع المقاومة الاسلامية لتحرير بقية الاراضي اللبنانية كلها جمل تذكرني بأن اللبنانيين كاللقطاء يرمون على باب دور الايتام .

والكثير من الاخبار التي تدفعني الى التفكير بأنني اعامل كاللقيط، فما رأيك بان كل دول العالم يسارعون الى البحث عن اي فتات من تراثهم الذي يظهر تاريخهم المجيد ويبنون متحفا هائلا لأبراز هذه التحفة الوحيدة ونحن نعامل اثارنا، ان سمح لنا بالبحث عنها، كحلى في بيوت السياسيين وفي كافة قصور العالم.

فالحريري دمر بيروت للمرة الثامنة عندما تجاهل وقد اقول طحن الاثار المكتشفة في بيروت، فهو لم يبني بيروت بعد الحرب بل عامل تاريخ اجدادنا كاللقيط الذي يجب وضعه في الدور ليخفي خطأه، فليعرف الحريري ان طمس تاريخ لبنان لهو قمة الجهل وهو اكبر دليل على ان المافيا التي تدير لبنان هي جماعة من قطاع الطرق والتاريخ سيحكم.

لماذا هذا الخوف من تاريخنا اللبناني الممتدد الآف السنين؟
لماذا كل العرب وعملائهم اللبنانيين يخافون من تاريخ اللبنانيين؟
لماذا لا تجد ولا منحة عربية واحدة لأكتشاف اثارنا اللبنانية؟
ولماذا لبنان يحتوي على متحف واحد وأرضه مليئة بالاثار؟
ولماذا لا يسمح لرجال الاثارمن كافة انحاء العالم بالقدوم الى لبنان والمباشرة بالعمل؟

انا لست ضليعا بتاريخ لبنان كسعيد عقل او جورج افرام البستاني، ولكن انا أعرف وأدرك ان للبنان تاريخ يتمنى اي شعب في العالم ان يمتلكه، واعني هنا اعداء لبنان قبل غيرهم.

نحن لسنا لقطاء والذي يعاملنا كأننا منهم هو لقيط العقل والذي يحرمنا من البحث في تاريخنا هو ام وأبو الجهل الممتلىء بالعقد النفسية.

نحن حكمنا العالم بالعلم والمعرفة والاستكشاف، وليس بحكم السيف، في فترة من الزمان والتاريخ في كل بقع العالم شاهد على ذلك.

ستجد عشرات الافلام، بدعم مالي كبير، التي تتكلم عن أشخاص كبار حكموا التاريخ ونحن اللبنانيون لم نخرج فيلما صغيرا عن قدموس او اليسار او صور او صيدا او، دون ان انسى الفيلم الذي اخرجناه عن سوليدير.

عبثا تبنون عالم الكونكريت ايها الزعماء اللبنانيون ان لم تبنوا عالم لبنان التاريخ ولكأنني اكلم ادمغة لبنان.

انا اكن الاحترام لكل شعوب العالم ولكن ان امنع من التبحر في تاريخ لبنان لهو قمة الاستعباد.

تريدون حلا لازمة لبنان الاقتصادية، فقط ضعوا انارة في مواقع لبنان الآثرية وسيّجوا المواقع ووزعوا كتاب الى العالم للتعريف بالآثارات اللبنانية التي أكتشفت حتى الآن، ولا تتعبوا أنفسكم بتعريف العرب الى آثارنا فالكل يعرف ان الاكل اللبناني والدعارة وشارعين في سوليدير هي هدفهم.

فليموتوا غيظا، فنحن نملك تاريخا سيبقى الى الابد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عالم جديد من صنعك تماما

ان كنت من الذين يتابعون صفحتي ستجد الموضوع التالي شيقا، ارجو ذلك، كنت قد ذكرت لك، في مقالات سابقة ومرات كثيرة عن عالم النانوتكنولوج...