الأحد، 15 يناير 2006

حراس لبنان

قررت اليوم ان تكون مقالاتي المستقبلية دون اية خطوط حمراء وهذه الخطوط وضعتها لنفسي لأبتعد عن المكان الذي يسمونه تطرفا، وتطرفي سيكون بحجم المأساة المتطرفة التي المت بنا، فكلما اشتد عهر عملاء لبنان ساذهب بمقالاتي الى المكان الذي سأسمي الاشياء بتفاصيلها.

وتفاصيل الاشياء سيزورها شيطاني الذي سأحرره للمرة ألاخيرة والى الابد. فهؤلاء العملاء لن ينصتوا الى حكمة التاريخ، وتاريخهم ليس الا فتات من طاولات الساقطات، ساجعل اليوم يوم ولادتي، اليوم الذي ضاع فيه خجلي بسبب حبي لأنسانيتي.

وانسانيتي تعلمت الكثير وسقطت كثيرا وها انا اليوم ارمي الثوب الذي لا زمني طويلا، ثوب التسامح ورؤية الامور كعاقل، لن استمع بعد اليوم الى اي نقد لمقالاتي ولتفكيري ولقلمي بل سأستمع الى صوت الحقيقة بكل ما فيها من لوعة وعذاب.

قل لهذا المهاجر اللبناني الباحث عن عمل له في ديار الغربة ان لبنانك بالف خير، واسمع السباب
وقل لهذه الام ان ابنك الاسير في سجون سورية اواسرائيل او لبنان هو بطل، واسمع الانين
قل لهذا الاب الباحث عن طعام لاولاده ان بطالتك اليوم هي مؤقتة، واسمع عزة النفس

كلامي سيكون من الاستماع الى هؤلاء فانا للأسف سأتعلم منهم ان اخط حروفي ولن ادع شيئا آخر يتملك قلمي.

سأكتب لنفسي رسائل لعل اولادي وأحفادي يقرأوها ويعملوا المستحيل لتجنب كتابة نفس الحروف.

من كان منكم كاتبا ليكتب معنا لنجعل الحروف، حروفنا، تاريخ لبنان الصامت
ومن كان منكم عالما، هلم معنا فنحن لا نعرف ان نتعلم من انسانيتنا الا ان كانت شبيهة بعلمك
ومن كان منكم صحافيا وشاعرا وطبيبا وعاملا واستاذا، اسرع معنا، فلبنان، لبنانك، لم يعد يقوى على الاستماع الى ضجيج حاناتهم...

اخاف ان اقول ان لبنان انتهى، لبنان الانسان، ولكن سيسارع البعض الى القول طالما هنالك مدارس عريقة في لبنان تخرج طلاب حرية فلا خوف عليه.

اخاف ان يأتي يوم قريب سيقفلون به مدارسنا ويرسلون الجميع الى مدارس البعث، بعثهم الذي يعلم الرذيلة والعبودية، وتصبح الحرية دون حراس، حراس لبنان الانسان.

هناك تعليق واحد:

  1. هذا لن يحصل ما دام فيّ وفيك وفي كلّ أصدقائنا نفس الحياة... حتى وإن أقفلو علينا كلّ الأبواب، سندخل من الwindows ;)

    ردحذف

عالم جديد من صنعك تماما

ان كنت من الذين يتابعون صفحتي ستجد الموضوع التالي شيقا، ارجو ذلك، كنت قد ذكرت لك، في مقالات سابقة ومرات كثيرة عن عالم النانوتكنولوج...