الثلاثاء، 17 يناير 2006

الصدفة القاتلة

سمحت لي دراستي وقراءاتي بالتعرف على الكثير من الفلاسفة الذين لم يكلوا من تحليل عالمنا وانساننا، وكانت قراءاتي العلمية المدماك الكبير لبلورة فكري الذي جعلني شبه اتعرف على الكون والانسان.

فمن الانسان الاول الذي عرفناه تاريخيا الى الانسان الموجود في حاضرنا هنالك رابط متين بينهما، وهو ان التاريخ والحاضر يجريان في صعود او نزول، لا أدري، البعض يدعونه تطورا.

ماذا لو لم تنجب تلك الامهات هتلر او نابليون او صدام ؟ هل كانت البشرية اكثر انسانية؟ هل هؤلاء الاشخاص لم يضيفوا الى عالمنا الا جثث قبل اوانهم؟ وهل البشرية تعلمت منهم ام كانوا حججا لدول كثيرة للسيطرة والاستعمار؟

ماذا كانت ستكسب البشرية لو ان غاندي لم يقتل؟ وهل غاندي آخ، اليوم، سيضيف شيئا آخر؟

ماذا لو ان العلوم الطبية الآن وجدت قبل 5000 سنة ؟ هل كانت البشرية أحسن حالا ام ان الموت كانت سيصيب الجميع بسهامه عاجلا ام آجلا؟

ماذا لو ان الزلازل التي حدثت عبر الزمن وحصدت الملايين من العائلات والاطفال والفتيات كانت غير موجودة ؟ هل كنا اقرب الى حب الطبيعة وكان رجال الدين وفروا على أنفسهم ايجاد حجج لتبرير الله من هذه الاعمال؟

ماذا لو كان المستقبل بعد 100 سنة وما يحمله من نجاح لعلم النانوتكنولوجي وجد قبل مئة الف سنة، هل كان الانسان القديم اكثر سعادة ويملك حلولا واجوبة لوجوده في هذا الكون اللامتناهي؟

ماذا لو ان البشرية لم تعرف المبشرين بالعالم الآخر، هل كنا أقل رحمة ؟ ام ان هؤلاء جلبوا لنا مخدرا ليمنعوننا من فهم واقعنا الاليم ؟

ماذا لو لم تكن في ذلك المكان عندما حدث ذلك الحدث ؟ او ماذا لو كنت في ذلك المكان عندما حدث ما حدث؟ أكنت الشخص نفسه الآن؟

هنالك امور كثيرة صعبة على الفهم، أقله علي، واكثرها صعوبة ان الانسان لا يملك قدرة على مواجهة واقعه، ليس اي واقع ، بل كأس الواقع الممتلىء حتى الشفة بشراب الصدفة القاتلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عالم جديد من صنعك تماما

ان كنت من الذين يتابعون صفحتي ستجد الموضوع التالي شيقا، ارجو ذلك، كنت قد ذكرت لك، في مقالات سابقة ومرات كثيرة عن عالم النانوتكنولوج...