الخميس، 23 سبتمبر 2004

مواطنون من الدرجة الاولى

هل حصل لك أن سمعت بحرب في افريقيا ؟
لقد حصل معي , وكان اول ما أسترعاني مسارعة الدول "الكبرى" الى الطلب من رعاياها مغادرة أراضي البلد حيث الحرب مندلعة .

وبما انني لست مواطنا من الدول " الكبرى " فقد كان هذا الامر" يصدمني ",وكنت اتسأل عن عائلتي في حال اندلعت الحرب في البلد الذي انا مقيم فيه,هل " ستسارع " دولتي الى الطلب مني ومن عائلتي المغادرة , وحتى انها سترسل "اسطولها الحربي" من اجل توفير هروب " انيق " و"سريع" وستهدد المقاتلين بابشع انواع " القصاص " في حال جرحت جرحا " صغيرا" .

وان كنت لست من الاشخاص الذين يقبلون "المعاملة المميزة " وترك غيري " يتمرغ في مصيبته" فانا اتعجب من دولة هؤلاء المواطنين ذوي " الدرجة الاولى "اشد التعجب.

انا اعرف انني لست مواطن في " الامبراطورية الرومانية " أحمل " باسبورا رومانيا " ليرتجف الجميع من حضوري لان " الامبراطور" وحده قادر على محاكمتي .

كما انني اعرف انني لست من المواطنين الذين لا تطالهم " قوانين محكمة العدل الدولية" , فقط بامكان" عدل مؤسسات دولتي " محاكمتي , طبعا محاكمتي غير واردة اطلاقا في حال كنت " احرر" العالم واحافظ على " مصالح " دولتي .

كما انني أعرف انني لست مواطنا ابن وزير او نائب او سفير , لتفتح أبواب السلطة والنفوذ امامي وان كنت أتسأل بكيفية الشعور بأنني " عظيم من الدرجة ألاولى" و "ذكاء من الدرجة الاولى" من المواطنين ذي الدرجة الثانية وربما الدرجة المئة.

مرات كثيرة اقول لنفسي ما الذي تغير عبر التاريخ , فلا تزال الانسانية تعاني من "التفرقة" و"الدرجات" و"الهويات" و"العدل" ......

فالجيوش هي هي ......وانما بلباس أكثر" ذوقا "......
والحصون هي هي ....... وانما بمؤسسات " مكيفة".......
والحصان اصبح دبابة ......لكنه أكثر سرعة وفتكا.....
والسهم اصبح مدفعا .......يطالك في مغارتك الحديثة.....
والمنجلبق اصبح طائرة ....... تقصفك دون ان تراها.......
والفرمان اصبح تلفزيونا.....يقرأ دون ان يمل.....
والانسان هوهو......انما اكثر ذكاء في" تفقيرك " و"عولمتك حسب مصلحته"

انا لست مواطنا من الدرجة الاولى ......
انا مواطن من الدرجة الممتازة.....
فليموتوا غيظا.....

فجيشي هو فكري احارب به دون كلل......
وحصني هو الكون بأسره ,دون" حدودهم" على الخارطة....
وحصاني هو قلمي الصريح الفتاك......
وسهمي هو اعمالي القاتلة لجبروتهم.....
ومنجليقي هو الفرحة الداخلية التي تغمرني ......
وانساني هو تضامني مع كل الفقراء والمظلومين ..

فليموتوا غيظا.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عالم جديد من صنعك تماما

ان كنت من الذين يتابعون صفحتي ستجد الموضوع التالي شيقا، ارجو ذلك، كنت قد ذكرت لك، في مقالات سابقة ومرات كثيرة عن عالم النانوتكنولوج...