ZouNazar

قضيت الشهرين الماضيين محاولا فهم الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان لعام 2004 ,ولاحظت ان الكثير من الصحافيين واللبنانيين عامة برروا اعادة انتخاب رموز الطبقة السياسية الحاكمة بظروف اقتصادية وحياتية ضاغطة أوبعلاقات عائلية داخل الضيعة الواحدة.والمضحك المبكي ان "هؤلاء اللبنانيين" كانوا واستمروا "بالنق" من الوضع اللبناني التعيس . لو كنت رئيسا للبنان وديكتاتوره العظيم,,يا ريتني ديكتاتور هذا البلد,لنزعت الجنسية اللبنانية ,ليس فقط عن المجنسين , بل عن كل الذين جددوا انتخاب رموز السلطة الحالية,أقله كنت أصدرت قانونا او" فرمانا" يعتبر الجنسية اللبنانية صالحة لمدة زمنية محدودة,وهذه المدة تتجدد بحسب مواصفات عديدة,أقله الشجاعة والاخلاص للوطن. بيستاهلوا اللبنانيين من فقر وتعتير... سامحونا

لماذا المانيا واليابان نجحتا في التحول الى نظام ديمقراطي حر وفعال بعد الاحتلال الاميركي لهما في الحرب العالمية الثانية؟ هل أن الخلفية المسيحية لالمانيا والبوذية لليابان لعبت الدور الاساسي في سرعة تقبلهما للنظام الجديد الاميركي؟ هل سيتحول العراق ذي الخلفية الاسلامية,و تحت الاحتلال الاميركي, الى نظام ديمقراطي تعددي ؟ هل الدين الاسلامي, بطبيعته الثقافية, هو مانع للتغيير بحسب المفهوم الالماني الياباني الاميركي؟ أمعقول ان المؤسسات الفكرية الاميركية غفلت عن فهم هذه الحقيقة بأن الحاجز الديني للعراقيين سوف يكون الحاجز المنيع أمام التحول؟

هل صحيح أن الديمقراطية تعني أنه يحق لكل شخص واحد,صوت واحد في الانتخابات؟والاكثرية تحكم.. وماذا عن الديمقراطية النخبوية؟... اذ قررت الاكثرية العددية ان تحكم في بلد, كالحكم السالف لطالبان في أفغانستان,أيكون على المثقفين والشعراء والصحفيين والاعلاميين والكّتاب القلة ان ينصاعوا لحكم الاكثرية؟؟

كثير من اللبنانيين لا يتفقون معي على استعمال كلمة " تعايش" وينصحون بكلمة "عيش" للدلالة على ان الحياة المشتركة بين كافة اللبنانيين هي " فعل ارادة " وليس " فعل اجبار ". وبنصحهم هذا يجنبونني الاشارة الى اختلاف اللبنانيين الفكري اولا والا جتماعي ثانيا.هنا اتذكر مسرحيات السيد زياد الرحباني الضاربة ابدا حبل الطائفية في لبنان. لنفترض ان اللبنانيين ليسوا مختلفين فكريا واجتماعيا وذلك بسبب وجود, اكرر وجود, تربية وطنية في البيت والمدرسة والسياسة واضيف الاعلام.هل بامكان احد ان يشرح لي حروب اللبنانيين المتكررة مع بعضهم لمدة تزيد عن 150 سنة ؟ ارجوك لا تقل لي قصة حروب الاخرين على ارضنا. انها نكتة .... نعم , من دون الاعتراف بأن تاريخنا الحديث هو مهزلة وان عيشنا مع بعضنا كلبنانيين هو اقرب الى" الذبح المشترك اللبناني " لن نستطيع الخروج من "التكاذب المشترك اللبناني" لست ادري عنك ولكن الذي انا اعرفه انني مللت وانا اقرب الى القرف المتواصل الذي يجنبني اخضاع نفسي الجريحة لرغبة الاخرين المريضة . هل على اللبنانيين ان ينتظروا 150 سنة ...